أتى قرار الحكومة اللبنانية بتمديد الإقفال العام نتيجة استمرار تفشي وباء كورونا بالبلد، مُربكا لعشاق مسلسل “الهيبة” في جزئه الخامس، بعد أن تأكّد عدم لحاقه بالسباق الرمضاني المرتقب، الأمر الذي جعل القائمين على العمل يبحثون عن بدائل لعرضه خارج الموسم الأكثر متابعة عند الانتهاء من تصويره، فهل يكون التأجيل بمثابة الضارة النافعة؟
بيروت - يتكرّر سيناريو تبعات فايروس كورونا على الدراما العربية، وتحديدا في لبنان، الذي لا يزال يشهد ارتفاعا مقلقا في عدد الإصابات والوفيات، الأمر الذي دفع بالدولة اللبنانية إلى اتخاذ قرار متمثّل بتمديد الإقفال العام إلى الثامن من فبراير القادم.
وتبعات هذا الإقفال طالت مسلسل “الهيبة”، الذي كان ينتظر الكثيرون أن يتم عرض الجزء الخامس والأخير منه في رمضان 2021، إلا أن كل المؤشرات تؤكّد أن المسلسل الجماهيري سيكون خارج السباق الرمضاني، وبأن التصوير سيبدأ في فبراير القادم، أي بعد انتهاء فترة الإقفال العام، وبالتالي لن يتمكّن طاقم العمل من إنجازه في التوقيت المحدّد.
وعلى الرغم من أن الجمهور العربي الذي كان ينتظر أن يكون “الهيبة” ضمن المسلسلات الرمضانية، قد شعر بالخيبة، إلا أن هناك من يرى إيجابية في هذا التأجيل، لاسيما أن تجربة عرض الجزء الرابع خارج هذا السباق حقّقت أصداء كبيرة وجذبت متابعات إضافية على منصة شاهد، بعيدا عن زحمة المسلسلات الرمضانية.
وكان من المزمع في وقت سابق أن يكون “الهيبة – الرد”، الجزء الأخير من سلسلة “الهيبة”، التي حملت أجزاءها على الترتيب “رؤيا، العودة، الحصاد”، قبل أن تقرّر الشركة المنتجة استكماله بجزء خامس ويختتم بفيلم سينمائي بعد نجاح العمل واكتساحه نسب المشاهدة في جميع أرجاء الوطن العربي.
وعرفت شخصية جبل في الجزء الرابع من العمل تحوّلا جذريا في طريقة تفكيره وتعامله مع أهله والمحيطين به، كما في نظرته إلى أساليب مواجهة أعدائه، وإصراره وعناده على عدم التفريط بكرامته وكرامة أهله، فضلا عن رفضه الرضوخ لأعدائه.
كما خلت الأحداث من العلاقات الرومانسية التي كانت تجمع بين بطل العمل تيم حسن من ناحية والنجمات الثلاث اللاّتي ظهرن بالتتابع خلال الأجزاء السابقة وهنّ نادين نجيم، ونيكول سابا وسيرين عبدالنور.
فجبل ظهر محملا بالهموم والأحزان، وأكثر حرصا على التهدئة وعدم التصعيد أو المواجهة المُباشرة مع خصومه، خلافا للأجزاء السابقة التي بدا خلالها أميل إلى القسوة والتحدّي، ليأتي انتقامه من أعدائه بدم بارد. ومن هناك انتهت أحداث “الهيبة – الرد” بتحرير جبل لبلدة الهيبة من سطوة نمر السعيد الذي قام بدوره الممثل اللبناني عادل كرم.
عرض "الهيبة – الرد" على منصة شاهد حقّق متابعة قياسية، فهل يتكرّر الأمر مع جزئه الأخير؟
وظهرت في الحلقة الأخيرة من المسلسل شخصية زيدان التي بقيت متخفية ومجهولة الهوية ويتردّد اسمها في أحداث العمل، وهو الذي كان يحرّك الناس بإشارة واحدة منه، إلى أن التقى بجبل في منزل نمر، لينتهى اللقاء بمقتل زيدان بعبوة مزروعة تحت لعبة الشطرنج، بعد أن حرّك جبل قطعة النرد، قائلا “مات الملك”.
والجزء الخامس من العمل سيكون امتدادا للرابع من حيث الانتقام، كما سيعمد جبل إلى ترتيب حياته الشخصية وبناء علاقة حب تُنسيه كلّ ما مرّ به من انتكاسات جعلته، فضلا عن استعداده هذه المرّة لمواجهة كلّ من يمسّ عائلته وأحبّته، وخصوصا عشيرته.
وواجه الجزء الرابع من “الهيبة” العقبات نفسها، إذ توقّف التصوير في مارس من العام الماضي، ما دفع بالشركة المنتجة “الصبّاح إخوان” إلى الإعلان عن تأجيل عرض العمل إلى نوفمبر الماضي، ليتمّ عرضه أولا على منصة شاهد قبل بثّه في العديد من القنوات العربية محقّقا نسب مشاهدة عالية.
وشاركت في الجزء الرابع من المسلسل الذي أخرجه سامر البرقاوي نخبة من الممثّلين السوريين واللبنانيين، أبرزهم: تيم حسن، منى واصف، عادل كرم، ديمة قندلفت، عبدو شاهين وغيرهم.
وفي ما يتعلّق بالتفاصيل الجديدة الخاصة بالممثلين المشاركين في الجزء الأخير من “الهيبة”، فقد فرضت الخطة الإعلانية للشركة المنتجة للعمل السريّة التامة في هذا الشأن، بدءا من العنوان الذي سيُعتمَد، وصولا إلى النجوم الذين سينضمون إلى أحداثه التشويقية.
ويتناول العمل قصة جبل زعيم قرية الهيبة تاجر الأسلحة، الذي لا يعترف بالقوانين، ويحصل على كل شيء بالقوة، ومع ذلك يتّسم بالرومانسية في علاقاته العاطفية المتعدّدة.
وشهدت السلسلة نجاحا جماهيريا كبيرا منذ عرضها للمرة الأولى في العام 2017، وأثارت الكثير من الجدل لربط بعض الأشخاص بين شخصية جبل شيخ الجبل وأحد تجار المخدرات في لبنان.
وحظي العمل بتكريم في مهرجان دبي السينمائي عام 2017، وعرض على منصة نتفليكس. كما تمت دبلجة الجزء الأول من “الهيبة” إلى اللغة التركية، وعرض على إحدى المحطات المحلية في تركيا، وهو أول مسلسل عربي، يصل إلى سوق الدراما التركية.