تعالت الأصوات
وارتفعت موجة النقد واللوم ضد مطربي أغاني المهرجانات بمصر، تارة لاتهامهم
بالإسفاف، وتارة أخرى بإفساد الذوق العام.
ورغم محاولات
المنع والمصادرة، انتصر مطربو المهرجانات في معركتهم، وأصبحت أغانيهم هي الأكثر
شعبية، والأعظم انتشارا.
وينصف محرك البحث
جوجل مطربي المهرجانات، ويؤكد أن أعمالهم احتلت صفحة "تريند مصر" في
2020، وأن هناك 5 أغنيات بحث عنها المصريون كثيرا، وهي: "شمس المجرة، عود
البطل، بنت الجيران، هلا والله، عود البنات".
الأمر
اللافت للنظر هو غياب الأغنيات التلقيدية في إحصاء جوجل، وهذا يعني أن محاولات منع
مطربي المهرجانات، باءت بالفشل ولم تحقق أي نتيجة على أرض الواقع.
وشهد الصراع بين هاني شاكر نقيب الموسيقيين
المصريين، ومطربي المهرجانات فصول عديدة، بدأت بمنع أبرز مطربي المهرجانات، حمو
بيكا، من الغناء وعدم منحه تصاريح لإقامة حفلات.
في
المقابل رد بيكا بعنف، وتطاول على النقيب، ولم يجد هاني شاكر أمامه طريقا إلا
القضاء، وصدر لصالحه حكما بحبس بيكا عامين.
كما اتخذت نقابة الموسيقيين قررا بمنع بعض
الأغاني، بحجة أن كلماتها بذيئة، لكنها لم تمنع انتشارها، ولم تخرس أصوات عمر كمال
وحسن شاكوش.
محاولة
لكسب ود النقيب
حاول مطربو المهرجانات كثيرا، كسب ود هاني
شاكر، لأنهم يدركون موقعه الكبير على خريطة الغناء وحجم تأثيره، فخرج بيكا واعتذر
له في أكثر من مقابلة تليفزيونية، وقال له: "أنا مجرد مؤدي، عاوز أكل عيش".
كما غير عمر كمال وشاكوش، كلمات أغنية "بنت
الجيران" طمعا في كسب ود نقيب الموسيقيين، كل هذا لم يعجب "شاكر"،
إذ يرى أن المهرجانات لا تليق بوطن خرج منه أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وعبدالوهاب،
مؤكدا أنه لن يتراجع عن موقفه، وسيخوض المعركة ضدهم مهما كلفه الامر.
وجهة
نظر مختلفة
يتبنى الناقد الفني المصري طارق الشناوي وجهة
نظر مختلفة تماما، فهو يرى أن نقابة الموسيقيين المصريين تهدر طاقتها في محاولات
المنع، وعليها أن تخلق مناخا للغناء ولا تصادر.
ويقول الشناوي: "في الماضي ظهر المطرب
الشعبي أحمد عدوية وتعرض لموجة هجوم شرسة، وقتها لم يسكت عدوية، وواصل الغناء وانتصر
على خصومه".
ويواصل الشناوي: "الفن لا يمنع لكن يحاربه
فن بديل، على النقيب أن يعطي الحرية للغناء، والأفضل سيستمر ويطرد الرديء".
مختتما:
"لا أبالغ إذا قلت إن نجاح أغاني المهرجانات وانحياز الشارع لها، قد يدفع
هاني شاكر لتقديم هذا اللون، وربما لن يحقق نفس نجاح حسن شاكوش وحمو بيكا".