هذا ما شهده الأطفال خلال الحروب" معرض رسومات لذاكرة ملطخة بالدماء"
يستكشف معرض «ديفلاغراسيون»
(انفجارات) في مدينة مرسيليا بجنوب
فرنسا قرناً من النزاعات في مختلف أنحاء العالم، من الحرب العالمية الثانية إلى
نزوح الروهينغا في ميانمار، من خلال مجموعة رسوم معبرة لأطفال عايشوا أحداثها،
وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ولم يكن غيوم وفانيسا الآتيان من بوردو (جنوب غربي فرنسا) يتوقعان أن
يكون المعرض مؤثراً إلى هذا الحد عندما كانا يعبران جسر المشاة المؤدي إلى متحف
حضارات أوروبا والمتوسط («موسيم»)، المطل على الميناء القديم.
وحسب ما كشف موقع "الشرق الأوسط أونلاين" من باريس إن
أكثر من 150 عملا لأطفال في مناطق تشهد حروباً، تروي بواسطة الرسم أحداث العنف
والجرائم الجماعية التي وقعت في العقود المنصرمة، من معسكرات الاعتقال في أوشفيتز
في بولندا، إلى المجازر في قرى دارفور بغرب السودان.
وتشهد أعمال الصغار هذه على مختلف مراحل الصراعات، بما فيها من قصف
ونهب واغتيالات وتهجير عائلات وسوى ذلك. مشاهد رعب لا يستطيع الأطفال التعبير عنها
بالكلمات، فيرسمونها.
وينطبق ذلك على رسم حصلت عليه منظمة اليونيسف نفذه صبي من أقلية
الروهينغا المسلمة المضطهدة في ميانمار.
فهذا الصبي اللاجئ في مخيم في بنغلاديش، يمثل بقلمه عمليات الإعدام
التي شهدها، من خلال رسوم ظلية لجنود، مخربشة باللون الأخضر، يطلقون النار ويقطعون
رؤوس رجال ونساء وأطفال ملطخين بالدماء ذات اللون الأرجواني.
ويعلق غيوم (32 عاماً) قائلاً: «إنها المرة الأولى أرى هذا. إنه لأمر
مؤثر حقاً رؤية مثل هذه الأحداث المدمرة في عيون الأطفال... لا بل هي، في الواقع،
تصبح جميلة».
يوثق هذا العمل الذي رسمه طفل يبلغ من العمر تسع سنوات الهجوم الذي شن
على قريته في دارفور عام 2003 ويصف أساليب الإعدام التي اتبعت خلالها.
ويلاحظ غيوم أن «هذه الرسوم تتلاقى ولو أنها متأتية من قارات مختلفة
وحقب مختلفة». وترى فانيسا أن الأعمال تجعل الناظر إليها «يشعر بغضب هؤلاء الأطفال
وألمهم».
فالرسم هو قبل كل شيء ملجأ، كما بالنسبة إلى فتاة عراقية في الثامنة
يشكل عملها الذي أمنته منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية مسك ختام المعرض.
الشرق الأوسط أونلاين