سعد حمدان ل" نجوم الفن والمشاهير":نقاوم الإحتكاروأطماع التجاروالسياسين من خلال عمل فني بإسم الشعب...ولكن"!
لم يعد خافياً أن تراكم الأزمات في لبنان وتعددها،قد أثقل كاهل الشعب اللبناني بكل اطيافه. حيث علت الصرخات والإستغاثة للحد من الفساد المستشري في البلاد والذي إنعكس على مختلف شرائح المجتمع على تعدد إنتماءاتهم، معتقداتهم توجهاتهم أعمالهم وقطاعاتهم، بإستثناء أولئك الذين أسقطوا المصقلة على رؤوس الشعب بإسم الإحتكار والشجع والتجارة بكل شيء بما فيها الطبابة والأدوية ولقمة عيش الإنسان وأرواحهم التي تُزهق يوماً بعد يوم بفعل الإهمال ضمن سلسلة الفساد القائم.
وحتى لحظة كتابة هذا المقال كانت لا زالت الأمور على حالها منذ سنوات وسط التخبط السياسي والإقتصادي والأمني والمعيشي، وتكرار الصرخات المدّوية انابعة من ألم شعب ذاق المرّ من كل النواحي ... إلا إنّ لا آذان صاغية من قِبل المعنيين سوى الرد على بعضهم البعض كأفرقاء سياسين لتقاسم الحصص حتي قُبيل تأليف الحكومة التي يظن البعض أنها ستكون الخطوة الأولى التي ستعمل على مواجهة إرتفاع الدولار والحدّ من تفلت رواد السوق السوداء والتحكم بمعيشة وحياة الشعب على أنها سلطة سياسية بحقائب وزارية جديدة والتي يراهن عليها البعض على انها الخلاص...ولكن!
ولأن الفنان جزء لا يتجزأ من واقع مجتمع يعاني وتطال الأزمة الفنان بكل المجالات إسوة بالشعب لا بل أكثر في ظل توقف إعمالهم التي يعتاشون منها منذ اكثر من سنتين بفعل جائحة الكورونا وها هي الأوضاع تتأزم أكثر واكثر مع غلاء الدولار مقابل إنهيار الليرة اللبنانية.
ومن هذا المنطلق، بإسم الشعب قدّم النجم اللبناني الممثل سعد حمدان عملاً فنياً تجسيد الواقع اللبناني من خلال إطلاق أغنيته الجديدة بعنوان " عمرو ما يتاكل " مبادرة منهم على شكل مقاومة ورفض الفساد ورفض الإحتكار وأطماع التجار.
وفي حديث لمجلة نجوم الفن والمشاهير، روى حمدان قصة هذه الأغنية التي جاءت كردة فعل على تجربة شخصية حين قصد السوبرماركت بهدف التبضع ولكنه بات الأمر مستحيلاً في تأمين أبسط مقومات الحياة ألا وهي المواد الغذائية وسط كل هذا الغلاء فقال:" جاءت فكرة الأغنية حين خرجت من السوبرماركت غاضباً بسبب الاسعار الخيالية والنصب الذي بلغ حده، خرجت دون شراء اي شيء ، وعدت بعدها لأجد أن الأسعار تلامس الجنون...لم أحتمل ذلك، ورحتُ أردد عبارة " عمرو ما يتاكل ...عمرو ما ينشرا " كدلالة على عدم قدرته شراء إحتياجاته من الغذاء وغيره وتشجيع المواطن على عدم القبول بهذا الجنون بحجة الإعتياد وفرض هذه السياسة على شعب بالكاد تنبض به الحياة"
وأضاف:" على الفور، تواصلتُ مع الصديق الشاعر جان سمراني حيث تناقشنا بالموضوع مطولاً حيث أكمل نص الأغنية وثم اللحن، ومن بعدها تواصلت مع الزملاء الفنانين ميراي بانوسيان، صلاح صبح المعروف بشكري شكرالله، وأيضاً قمت بالإتصال بالشيف ريشار، جورج حران، المخرج سام سعد ومدير التصوير علي محمود حيث تناقشنا في إمكانية تصوير الأغنية فيديو كليب وذلك بهدف رفع الصوت مع شعبنا رفضاً للظلم والفساد".
وفي عرض لكلمات مطلع الاغنية:" عمرو ما يتاكل ...عمرو ما ينشرا...لو متنا من الجوع ولو هالعمر اهترا"
" سرقوا وفقرونا ..لقمة جوعونا..عيشة قرفونا ...صرنا مسخرة...عمروا ما يتاكل عمرو ما ينشرا"
فيديو كليب الأغنية:
وفي تحرك سريع التقى فيه الفنان سعد حمدان مع زملائه الذين لبوا النداء، تم تصوير الأغنية في مختلف المناطق اللبنانية وهي قصة تجسّد الواقع اللبناني في كل مكان "السوبرماركت، المنازل، محطات الوقود وهيمنة السياسيين وتعاطيهم الفوقي مع الشعب الذين هم سبباً في تعاستهم حيث ظهرت " ميراي بانوسيان" التي تلعب دور الزوجة المقهورة ولكنها تملك الجرأة الكافية لمواجهة المتسلط على طريقتها ومع ذلك يٌستكمل المشهد بعرض وجوه العائلة الفقيرة تجسيداً لحال اللبنانيين التي لا حول ولا قوة لهم سوى الصبر وتحمل عقبات السياسة الفاسدة لمن لا يملكون القدرة على الهجرة والفرار من هذا الواقع.
وبعد عرض الأغنية على اليوتيوب الذي حقق نسبة مشاهدة عالية حيث تم الإحتفال بمناسبة إطلاق الاغنية في مطعم زاد الخير ضم حشداً من الفنانيين والصحافيين وبحضور نقيب الممثلين نعمة بدوي والكاتبة منى طايع، الكاتب طوني شمعون والفنانة سهام الصافي وغيرهم...
يُذكر أن الفنان القدير سعد حمدان هو فنان شامل وله تاريخ في التمثيل المسرحي قبل ان ينتقل إلى الشاشة حيث شارك في الكثر من الأعمال اللبنانية والعربية والدولية على تعدد اللهجات واللغات وسيكون لنا حديث خاص معه لمعرفة المزيد ولكن إلى جانب نجاحاته المهنية وتألقه، إستطاع حمدان كسب القلوب بإنسانيته وأخلاقه ودعمه لشتى المجالات حيث لمسنا هذه الميزة به حين لبى النداء بمشاركته من خلال تأدية دور ضمن فيلم لحملة توعية دولية تحت عنوان " الحدّ من خطاب الكراهية وضرورة إيجاد خطاب بديل" ضمن مشاريع ملتقى ناشطي بيصور تنفيذ طلال ملاعب ومنى العريضي
فكرة ونص مسؤولة الإعلام في الملتقى ورئيسة تحرير نجوم الفن والمشاهير منى العريضي حيث سيكون معه لقاء ثانِِ للتحدث أكثر عن كل أعماله ودوره ومساعيه في دعم المجتمع وتبنيه لرسائل وقضايا إجتماعية كنموذج عن الفنان الذي إنسانيته تسبق الفن فيغدو بارقة أمل وصوت الشعوب
الجريحة والمكسورة ولكنها...لم ولن تنهزم!