لا سامي كلارك ليس فنان ال " غريندايزر" بل الشارة كانت محطة من تاريخ فني عريق... وبرحيله أيقظ ذكريات مرحلة لن ينساها اللبنانيون!
نعم، رحل الفنان اللبناني سامي كلارك الإستثنائي عن عمر 73 عاماً بسبب مشاكل صحية في القلب، القلب الذي حمل وطنه لبنان باتجاه العالمية حيث غنّى عدة لغات إلى جانب اللغة العربية حيث عُرف بتميزه في تقديمه للفن وتنوع اعماله التي لم تقتصر على الغناء الرومنسية والحب بل قدّم أغاني شارة مسلسلات كرتونية للأطفال " غريندايزر" و " جزيرة الكنز" .
إلا إن لا يمكن إختصار فنان عريق مثل سامي كلارك بعمل واحد حيث رافق خبر وفاته إنتشار تسميته بفنان ال "غريندايزر" كونه إشتهر هذا المسلسل وأغنية الشارة وصرّح عن العمل في عدة لقاءات إعلامية علماً أن شركة الإنتاج لم تذكر إسمه في الجينيريك الخاص به، وكذلك اسم كاتب كلمات الأغنية موفق
شيخ الأرض، وهذا الأمر قد أحزنه جداً آنذاك وتساءل:" فكيف لشركة إنتاج محترمة أن تنسى ذكر هذه الأسماء التي
ساهمت في شهرة رسوم الكرتون تلك؟
إلا إن قد عرفه الجمهور من صوته الأوبرالي المميز وهذا ما ساهم في إنتشار الأغنية آنذاك، ومع ذلك سامي كلارك قدم مجموعة من الأغاني المشهورة مثلاً" قومي تنرقص يا صبية" ، آه يا تمارا" موري موري» آه على
هالأيام» و«تايك مي وز يو» وغيرها في ذاكرة اللبنانيين على مدى أجيال.
من جهة أخرى، لقد ساهم سامي كلارك في تلميع
وجه لبنان الفني في السبعينات والثمانينات وصولاً إلى الألفية الثانية، يعدّ رمزاً
من رموز الفنّ اللبناني الأصيل رغم اتخاذه هوية غنائية مغايرة تماماً عن زملائه في
تلك الفترة. فهو إضافة إلى خامة صوته المميزة التي تستطيع أن تتعرّف عليها بين
آلاف من المغنين، استطاع استحداث خط غنائي حديث، جمع فيه النغمتين الشرقية
والغربية، دون أن يهمّش دور أي منهما.
سامي كلارك...يا أيقونة لبنان التي رحلت قبل أن يرحل الظلم عن وطنِ حملته في فؤادك حتى الممات.
رحمة الله
منى العريضي