غابت سحر وسحرها لم يغب...ماغي بو غصن أبدعت " للموت"
بقلم: منى العريضي
من المؤكد، إن كتابة هذا المقال ليس بهدف تجزئة المسلسل الدرامي الأضخم لهذا الموسم وإنتقاء شخصية" سحر" دون سواها والتي جسدته النجمة اللبنانية الممثلة ماغي بو غصن وفصلها عن الشخصيات التي شاركتها البطولة في عمل الدرامي قد يكون الأضخم على مستوى العالم العربي" للموت" بجزأيه الأول والثاني والذي عُرض الجزء الثاني منه خلال شهر رمضان لهذا الموسم " للموت 2"، إنما الهدف هو تسليط الضوء على مدى تأثير هذه الشخصية التي كسرت الصورة النمطية حول المرأة الضعيفة والمستسلمة لقدرها وذلك إلى جانب شريكتها في البطولة شخصية " ريم" دانييالا رحمة) وعمر ( باسم مغنية) وهادي( محمد الأحمد) أمير( بديع ابو شقرا) والممثل القدير أحمد الزين والقديرة ليليان نمري وغيرهم وذلك على سبيل الذكر لا الحصر.
إنتهى مسلسل "للموت 2" سناريو وحوار الكاتبة نادين جابر ، إخراج الشاب المبدع المخرج فيليب أسمر، إنتاج شركة Eagle films لصاحبها جمال سنان، ومع عرض الأحداث في الحلقة الأخيرة التي كانت بمثابة صدمة للبعض، لا بل نهاية البداية لتساؤلات حول إختيار مثل هكذا نهاية رغم روعتها ولكنها مؤسفة لعشاق شخصيات " سحر وريم" لا سيما " سحر" التي جعلت الجمهور يعيش معها صراع الخير والشر الذي يكمن في داخلها ونجحت في جذب الجمهور لهذا التناقض في شخصية واحدة، إذ حيرت " سحر" الجمهور في كيفية التفاعل معها هل يشفق عليها أو يكون ضدها، هل يتعاطف معها أو يشمت بها، هل هي مجرمة أم ضحية، لم يعد يعرف الجمهور يحكم عليها إذا كانت ظالمة أم مظلومة، لدرجة أن البعض لم يتقبل غياب سحر التي غابت ولم يغب سحرها وتأثيرها على الجمهور.
ومن هنا نقول للنجمة ماغي بو غصن، أبدعتِ حتى الموت حتى اللحظة الأخيرة التي كان يصرخ جمهورك بالقول:" لا تفعليها سحر...لا تستلمي وأنتِ التي خضتِ العديد من المواجهات وخرجتِ سالمة قوية منكسرة ولكن ليس مهزومة، أسف الجمهور على الخيار الموت متناسيين أن القوة تكمن أيضاً في أخذ الخيار الذي قد يكون الأقسى ولكنه يبقى أفضل من الإستلام والموت على أيدي من لا يستحق ...وهنا تكمن قوة النص والإخراج والآداء والإبداع الذي جاء كاملاً متكاملاً بكل تفاصيله وهو القصة الأكثر غرابة في عالم الدراما من حيث تنوع الرسائل والمواضيع التي تم تسليط الضوء عليها كما هي في مجتمعنا وكانت المشاهد الأكثر تجسيداً للحقيقة من دون " فذلكة" بل كانت إنعكاس للواقع من دون " فوتشوب" وتجميل.
هذا المجتمع نفسه غالباً ما يرى في المئات من سحر وريم حالات شاذة عن القاعدة ولم يتنبه لشذوذ مجتمع بأسره عن الإنسانية والأخلاق، مجتمع يعاني من تفكك أسري حتى العمق شجع مادي وعنف متكرر وأحكام ظالمة بحق الأطفال المشردين والنساء المعنفات والعائلات الفقيرة والمنبوذة والتي يتم دفعها بإتجاه الألم النار الجوع ...والموت!